الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

قصيرة هي الحياة




غريبة هذه الدنيا وغرَّابة ----- نتصارع فيها و نحقد ونكره ونحب وندافع عمن نحب ثم نصدم فيه ونكرهه ونبتعد عنه ولا نريد حتى سماع اسمه ثم يأتي الموت ليخطفه ويصفعنا بكف قوية توقظنا ....هذا الذي تريد البعد عنه ....هاقد ابتعد إلى الأبد ... هل أنت سعيد.!.... هل فرحت ؟! ..فتسقط مع تلك الصفعة المؤلمة كل الإساءات والأضغان والأحقاد ونتمنى لوعاد بنا الزمن للوراء لنحتفظ به ونتحمل أخطاءه على كبرها على ألا يرحل إلى الأبد .... عجبا لأمر الإنسان في دنيا زائلة يصارع فيها من أجل البقاء اللا باقي ويجدف في بحرها بمجاديف الهوى ويقذف بعقله في لجج البحر وكأنه تناسى الموت وأراد أن يخزنه في ذاكرة اللاوعي ويعتقد أنه سيعمر طويلا لينتقم ممن أساء ويبني وآماله كأنه سيعيش أبدا حتى بعد موت عدوه أو قل الذي اعتقد أنه عدوه... وحتى بعد موته انه سيلحقه بل لا يدري كم هي الأيام أو الشهور التي ستنقضي ليأتي دوره فيها ويصحب روحه ملك الموت لا يدري ويطغى ... لا يدري ويبني ولا يدري أنه لا يدري هاهم الركب قد رحلوا والبعض قرب رحيله ونحن في صالة الانتظار نأكل وليس ثمة حقائب معدَّة للسفر وقد يعلن فجأة موعد رحلتنا ولم نستعد لها ... كيف سنكون هناك بلا زاد ... كيف سنقطع رحلتنا الطويلة ونحن شعث غبر ليس لدينا ما نرتديه أو نستتر به فلم نستعد .. نعم شاهدنا الكثير أمامنا أعلنت إقلاع  رحلتهم ولم يستعدوا لكن لا ندري ماذا فعلوا  هناك دون حقائب فلم يتصلوا بنا لأنه ليس لدينا وسائل اتصال سوى الرؤى حتى عندما نراهم ينصحونا يطلبون منا السماح وكأنهم يطلبون منا الاستعداد للرحيل وإعداد الحقائب فنقوم من منامنا لننفض عنا هول الرؤيا نردد ونردد ....أضغاث أحلام وما نحن .....رباه .....رباه ............ساعدنا على سفرنا ........و لا تجعله فجأة ...........لا نستطيع توصية ولا إلى إلى أهلنا راجعون
رباه أنت القادر على إيقاظنا من سباتنا اجعلنا في عبادتك يقظين كما جعلت لنا النهار معاشا فيه  عاملين .........خائفين مستعدين للسفر في أي وقت ....رباه ..حبنا لك زادنا ولكن كيف نقوى ونجرؤ ونقول إننا نحبك ....إن المحب لمن يحب مطيع فاجعلنا نحبك قولا وفعلا .......ذكرنا برحيلنا لنقوم على أمشاط أرجلنا لنجري لتعبئة الحقائب وتجهيزها حتى إذا نادى المنادي من مكان قريب نحمل حقيبتنا ويكون سفرنا سهلا يا الله.

هناك 4 تعليقات:

بسمة السلوم يقول...

أجل ما أقصر الحياة ! ! وما أشقانا إن استمر تغافلنا في حقيقتها التافهة القصيرة ...

سلمت يمناخطت وحمى الله فكرا أبدع ..

تهاني يقول...

شكرا بسمةعلى تشريفي بتعليقك
الحياة قصيرة ولكن ياليت قومي يعلمون

غادة حسن رواس يقول...

هذه الحياة القصيرة تجعلنا نرى الدنيا بنظرة أخرى ونرى الآخرين أيضًا بمنظرة أخرى ....أنت صادقة ياعزيزتي

تهاني يقول...

يأتي الموت بكل شيء
شكرا غادة