السبت، 26 سبتمبر 2009

أنا والحلم



سمعت عنه ولم أره تمنيت أن أراه لو في المنام ....فقد اختاره الله تعالى وأنا في الرابعة من عمري ...والله إذا أحب عبدا أحب لقاءه .كانت تحكي لي أمي عنه الكثير فأتخيله ...حكت لي عن حبه الشديد لله وقوة صلته بربه فقد كان يصلي فروضه في الحرم المكي ..يذهب إليه مشيا من الزاهر ولا يخفى على أهل مكة المسافة التي بين الزاهر والحرم .حكت لي أختي الكبرى - التي عاصرته وعملت معه في إدارة مدرسة الزهراء – حكت لي كيف كان يوهمها أن بعض الطالبات دفعن رسوم الدراسة لتكتشف بعدها أنهن لم يدفعنها ولكنه قال ذلك ليكملن مسيرتهن الدراسية وهو يعلم ظروفهن المادية... فلم يكن همه ماديا أبدا .حكى لي خالي (عبد العزيز الرفاعي)- رحمه الله- فقد كان أبي أستاذه في صغره ...حكى لي كيف وقف بجانبه وسانده وشجعه حتئ سلك طريق التأليف فكان خالي يردد لي دائما أني لم أنس فضله بعد الله ووقوفه معي وتشجيعي رحمهما الله جميعا .كنت كلما أقف في مكان أذكر فيه اسمي ما ألبث أن أجد شخصا يسأل هل أنت ابنة عمر عبدالجبار المؤلف صاحب مدرسة الزهراء ؟ فلا أكاد أجيب إلا و أسمع ثناء عليه وعلى علمه ومناهجه في التعليم التي تناسب أعمار الطلبة وغير ذلك كثير .وإن أنس لا أنسى يوما أقامت فيه إحدى طالباته حفلا كبيرا في مكة إحياء لذكراه وعرفانا منها بالجميل وقد دعت فيه كل من تخرج وعمل في مدرسة الزهراء وطلب مني أن أقدم فقرات الحفل ..كنت وقتها أسكن الرياض والحفل في مكة حزمت حقائبي وطرت فرحا وشوقا لسماع أشياء أخرى عن أبي وكم سعدت وأنا أرى ثمار البذور التي غرسها في حياته وقد أينعت وجاء دورها الآن لتقف وتحكي للجميع كيف كان أبوها ... نعم كانت كل واحدة منهن تتحدث عنه وكأنها ابنته المحببة ..عشت معه معهن في ذكرياتهن ولكن مالبثت أن استيقظت من الحلم الجميل بعد انتهاء الحفل لأعود إلى كابوس الحقيقة ...رحمك الله يا أبي فما مات غير جسدك وقد بقي ذكرك فقد تركت علما ينتفع به من بعدك وصدق من قال :الناس صنفان : موتى في حياتهم وآخرون ببطن الأرض أحياء بقلم : تهاني عمر عبد الجبار

هناك 6 تعليقات:

بسمة السلوم يقول...

رحم الله والدك وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة ...

وأنت خير خلف لخير سلف ، جمعك الله به في جناته .. آمين

تحية إكبار لشموخ قلم أبى إلا أن يسطر جزء من مسيرة أب فاضل .

تهاني يقول...

أسعدني أنك أول من علق على كتاباتي المتواضعة تقبل الله دعاءك ورحم موتانا وموتى المسلمين

غير معرف يقول...

الله يرهمه ويسكنه فسيح جناته فالي يومنا هذا لا ازال اقابل من عاصر او درس في مدارس الوالد او تعلم من مناهجه او من كان للوالد عليه حق الدعاء له بالرحمه والمغفره
الآمضاء الوحيد

تهاني يقول...

آمين
شكرا أخي العزيز على المرور

غادة حسن رواس يقول...

رحم الله والدك يا عزيزتي ومن منا لايعرف هذا الرجل الذي له فضل الريادة فقد كان أيضا أستاذا لوالدي ووالد زوجي الأستاذ مصطفى عطار

تهاني يقول...

شكرا غادة

رحم الله الجميع