الخميس، 1 أكتوبر 2009

جلسة مع (..........)



كنت في ضيق شديد ........... ترى ماذا تخبيء لي الأيام من
آلآم بعد ؟؟ وبماذا ستفاجئني أكثر مما فاجأت ؟؟ بل هل سيقوى كاهلي على تحمل آلاما جديدة بعد تلك المرحلة التي عشتها ورحلة العمر التي قطعتها من ألم إلى ألم ومن جرح إلى آخر ؟؟ ... كلما اعتقدت أن جراحي اندملت وآلامي انتهت فوجئت بجرح أكبر يفتح جروحي القديمة ويزيدها ......تتردد في خاطري أغنية قديمة كنت أحبها (يا ليتني أملك الأفراح وأتصرف بها وحدي وأعرف كم بقي لي جراح وكم ساعة هنا عندي ) آآآه ليتني أعرف هل بقي لي الكثير من الجراح أم هل ستكتب لي ساعات هناء ؟؟فجأة يطالعني من التلفاز الرويشد يردد (تعال وما بقى لي يوم .....) انحدرت دموعي رغم كل محاولاتي لحبسها لكنها محاولات باءت بالفشل ...إلهي مالي وتلك الأغاني التي ما زادتني إلا حسرة وألما نفضت عني غبار تلك الكلمات وهرعت لقراءة رسالة حبيبي التي أعود إليها كلما ضقت فأجده يخاطبني ويضع لي حلولا لضيقي يضع يده على الجرح ويخاطبني بإيماني ويوجهني للحل (استعينوا بالصبر والصلاة ) يا حبيبي الصبر يكاد ينفد أما الصلاة فكم دعوتك كما دعاك حبيبك أن نجعلها قرة عيني التي لا تنقطع انتفضت وقمت مسرعة بعد أن مسحت غبار الألم القديم وشوائب الصدأ التي كادت تقتلني وذهبت مسرعة للاتصال بحبيبي ما أعظمه رغم كثرة طالبيه وكثرة سائليه لا يشغله سمع عن سمع ولا تغالطه المسائل ولا يبرمه إلحاح الملحين .............ناجيته وطلبت منه فكم أجابني وكم أعطاني وكم منحني رغم عصياني ...اتصلت به وكانت راحتي في ذلك الاتصال عظيمة.......ما أجرأني معه .............وما أحلمه معي ............ارتاحت نفسي ولكن لازلت دموعي عالقة بوجنتي تحتاج ليد تمسحها .......... وبعد تفكير عميق قررت أن أجلس مع (أنا) نعم لن يريحني بعد الله سواها تفهمني جيدا ...........وتستطيع إقناعي بكل شيء ..........جلست معها ..ناقشتها ..........سألتني عما بي استمعت لي بإصغاء شديد .......ناقشت كل نقطة حدثتها بها وكان جوابها سريعا مقنعا تماما لا أذكر ما الأسئلة وما الإجابة ولكني كنت أحتاجها كثيرا لتمسح دمعتي وتربت على كتفي ........نمت وحيدة كعادتي إلا من عين حبيبي الذي لا ينام ترعاني عيناه ...ورأيت في منامي الفرج القريب بإذن الله ........وها أنا ذا أنتظر الفرج من حبيبي الذي إذا وعد وفى
سبحانه لا يخلف الميعاد .

الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

تعليق ولا صورة





قصيرة هي الحياة




غريبة هذه الدنيا وغرَّابة ----- نتصارع فيها و نحقد ونكره ونحب وندافع عمن نحب ثم نصدم فيه ونكرهه ونبتعد عنه ولا نريد حتى سماع اسمه ثم يأتي الموت ليخطفه ويصفعنا بكف قوية توقظنا ....هذا الذي تريد البعد عنه ....هاقد ابتعد إلى الأبد ... هل أنت سعيد.!.... هل فرحت ؟! ..فتسقط مع تلك الصفعة المؤلمة كل الإساءات والأضغان والأحقاد ونتمنى لوعاد بنا الزمن للوراء لنحتفظ به ونتحمل أخطاءه على كبرها على ألا يرحل إلى الأبد .... عجبا لأمر الإنسان في دنيا زائلة يصارع فيها من أجل البقاء اللا باقي ويجدف في بحرها بمجاديف الهوى ويقذف بعقله في لجج البحر وكأنه تناسى الموت وأراد أن يخزنه في ذاكرة اللاوعي ويعتقد أنه سيعمر طويلا لينتقم ممن أساء ويبني وآماله كأنه سيعيش أبدا حتى بعد موت عدوه أو قل الذي اعتقد أنه عدوه... وحتى بعد موته انه سيلحقه بل لا يدري كم هي الأيام أو الشهور التي ستنقضي ليأتي دوره فيها ويصحب روحه ملك الموت لا يدري ويطغى ... لا يدري ويبني ولا يدري أنه لا يدري هاهم الركب قد رحلوا والبعض قرب رحيله ونحن في صالة الانتظار نأكل وليس ثمة حقائب معدَّة للسفر وقد يعلن فجأة موعد رحلتنا ولم نستعد لها ... كيف سنكون هناك بلا زاد ... كيف سنقطع رحلتنا الطويلة ونحن شعث غبر ليس لدينا ما نرتديه أو نستتر به فلم نستعد .. نعم شاهدنا الكثير أمامنا أعلنت إقلاع  رحلتهم ولم يستعدوا لكن لا ندري ماذا فعلوا  هناك دون حقائب فلم يتصلوا بنا لأنه ليس لدينا وسائل اتصال سوى الرؤى حتى عندما نراهم ينصحونا يطلبون منا السماح وكأنهم يطلبون منا الاستعداد للرحيل وإعداد الحقائب فنقوم من منامنا لننفض عنا هول الرؤيا نردد ونردد ....أضغاث أحلام وما نحن .....رباه .....رباه ............ساعدنا على سفرنا ........و لا تجعله فجأة ...........لا نستطيع توصية ولا إلى إلى أهلنا راجعون
رباه أنت القادر على إيقاظنا من سباتنا اجعلنا في عبادتك يقظين كما جعلت لنا النهار معاشا فيه  عاملين .........خائفين مستعدين للسفر في أي وقت ....رباه ..حبنا لك زادنا ولكن كيف نقوى ونجرؤ ونقول إننا نحبك ....إن المحب لمن يحب مطيع فاجعلنا نحبك قولا وفعلا .......ذكرنا برحيلنا لنقوم على أمشاط أرجلنا لنجري لتعبئة الحقائب وتجهيزها حتى إذا نادى المنادي من مكان قريب نحمل حقيبتنا ويكون سفرنا سهلا يا الله.

السبت، 26 سبتمبر 2009

القرار الخاطئ


عبارة وردت على لسان إحدى الشخصيات في رواية قالتها بكل أسى وبعض مضي سني عمرها قالت :" كل اختياراتي كانت خاطئة "ذهبت بي العبارة مذاهب نسيت نفسي خلالها ولم أدر ما حدث في تلك الرواية بعدها  ساءلت نفسي كثيرا هل يعقل أن يعيش الإنسان تعيسا لقرار واختيار خاطيء اتخذه في حياته ؟! أم أنه القدر يسيربنا حيث يشاء وما هي إلا عبارات وأقوال نرددها مجبرين ونظن واهمين أنه اختيارنا ولكنه اختيار القدرنعتقد أننا أخطأنا الاختيار ونبكي ونلولو ولكننا غافلين عن السر الذي جعلنا نختار هذا الطريق إنه القدر فلا تتهمي نفسك أيتها البطلة في اختيارك ولاتتهمي البطل إنما هي رواية محبوكة أراد لها الكاتب هذه النهاية وهذا هو الواقع لكل من ندم على شيء اختاره أقول وكلي جراح لا تقل أنك أخطأت الاختيار إنما هي إرادة الله تعالى وله فيها حكما يعلمها ونجهلها قد يكون الخير كل الخير وراءها ونحن لا ندري فهو قضاؤه وقدره وليس اختيارنا ورغبتنا إنما هو طريق مرسوم مشينا فيه رضينا أم أبينا :مشيناها خطى كتبت عليناومن كتبت عليه خطى مشاها فلا تقولوا لو لأن لو تفتح عمل الشيطان ولكن قولوا قدر الله وما شاء فعل قدر الله وما شاء فعل .

أنا والحلم



سمعت عنه ولم أره تمنيت أن أراه لو في المنام ....فقد اختاره الله تعالى وأنا في الرابعة من عمري ...والله إذا أحب عبدا أحب لقاءه .كانت تحكي لي أمي عنه الكثير فأتخيله ...حكت لي عن حبه الشديد لله وقوة صلته بربه فقد كان يصلي فروضه في الحرم المكي ..يذهب إليه مشيا من الزاهر ولا يخفى على أهل مكة المسافة التي بين الزاهر والحرم .حكت لي أختي الكبرى - التي عاصرته وعملت معه في إدارة مدرسة الزهراء – حكت لي كيف كان يوهمها أن بعض الطالبات دفعن رسوم الدراسة لتكتشف بعدها أنهن لم يدفعنها ولكنه قال ذلك ليكملن مسيرتهن الدراسية وهو يعلم ظروفهن المادية... فلم يكن همه ماديا أبدا .حكى لي خالي (عبد العزيز الرفاعي)- رحمه الله- فقد كان أبي أستاذه في صغره ...حكى لي كيف وقف بجانبه وسانده وشجعه حتئ سلك طريق التأليف فكان خالي يردد لي دائما أني لم أنس فضله بعد الله ووقوفه معي وتشجيعي رحمهما الله جميعا .كنت كلما أقف في مكان أذكر فيه اسمي ما ألبث أن أجد شخصا يسأل هل أنت ابنة عمر عبدالجبار المؤلف صاحب مدرسة الزهراء ؟ فلا أكاد أجيب إلا و أسمع ثناء عليه وعلى علمه ومناهجه في التعليم التي تناسب أعمار الطلبة وغير ذلك كثير .وإن أنس لا أنسى يوما أقامت فيه إحدى طالباته حفلا كبيرا في مكة إحياء لذكراه وعرفانا منها بالجميل وقد دعت فيه كل من تخرج وعمل في مدرسة الزهراء وطلب مني أن أقدم فقرات الحفل ..كنت وقتها أسكن الرياض والحفل في مكة حزمت حقائبي وطرت فرحا وشوقا لسماع أشياء أخرى عن أبي وكم سعدت وأنا أرى ثمار البذور التي غرسها في حياته وقد أينعت وجاء دورها الآن لتقف وتحكي للجميع كيف كان أبوها ... نعم كانت كل واحدة منهن تتحدث عنه وكأنها ابنته المحببة ..عشت معه معهن في ذكرياتهن ولكن مالبثت أن استيقظت من الحلم الجميل بعد انتهاء الحفل لأعود إلى كابوس الحقيقة ...رحمك الله يا أبي فما مات غير جسدك وقد بقي ذكرك فقد تركت علما ينتفع به من بعدك وصدق من قال :الناس صنفان : موتى في حياتهم وآخرون ببطن الأرض أحياء بقلم : تهاني عمر عبد الجبار

الجمعة، 25 سبتمبر 2009

علمتني الأيام


علمتني الأيام عبارة مطاطة وشاملة ........ عبارة لايمكن أن يعيش إنسان بدون أن يشعر بها .......... الحياة أعظم مدرسة والناس فيها أعظم مدرسين ... هم مدرسون يلقون الدروس على بعضهم تلقائيا وعمليا دون تجارب ودون إعداد ودون انتظار أي تعليق من المدير أو المشرف .... مدرسون لايتقاضون أجرا على دروسهم لأنهم يفعلون أشياء هم يريدون فعلها دون قصد التعليم .. ولكن اللبيب الذي يتعلم منهم .علمتني الأيام أشياء وأشياء وأزالت عن عيني غشاوة فطرية عظيمة نشأت وكبرت معي ... فطرة عجيبة كانت ملتصقة بي حتى أصبحت سمة من سمات شخصيتي ... لله ما أقوى الزمان الذي استطاع أن ينزع مني تلك الغشاوة أوتلك الفطرة ...فهما بالنسبة لي كلمتان مترا دفتان ..ففي هدا الزمان تغيرت أسماء بعض المسميات فأصبح الكذب فهلوة والنفاق مجاملة واللف والدوران دبلوماسية وأصبح الطيب ساذجا و إن زادت طيبته وصل إلى درجة الهبل ..... علمتني الأيام أن أضع احتمالات السوء والصدمات أمام عيني وأضع السواد في حيز أكبر من البياض في المستقبل والواقع حتى إذر مارأيت الحقيقة لا أصدم ولا أصاب بإحباط أو خيبة أمل ....... علمتني الأيام أن الناس معادن ...فهناك الذهب الخالص وهو نادر الوجود ... وهناك النحاس .... والمعادن الرخيصة المطلية بالذهب أو على الأصح عليها قشرة تلمع يحسبها الناظر إليها ذهبًا ولا تظهر حقيقتها إلا بعد التجربة ........... علمتني أن الأصدقاء في الواقع هم أصدقاء مالك وأصدقاء حديثك المنمق وأصدقاء الكرسي والمنصب وأصدقاء الفرح والسرور :
إن قلَّ مالي فلا خل يصاحبني                       أو زاد مالي فكل الناس خلاني
 وكذلك الأخوة والأحباب والأزواج هم جميعا أحبابك إذا  ماكنت أنيسهم في الجلسة وحاتمهم في العطاء ومهرجهم في لياليهم البيض و مواسيهم في لياليهم السود فأنت الحبيب والصاحب والأخ أماإذا  ذهب عنك أحد عناصر الطلب فالعرض يقل ........ إن ذهب سرورك أصبحت مصدرا للكآبة والتعاسة وابتعدوا عنك لأنك لا تصلح لإحياء مجالسهم بالضحك والسرور أما إن أصابك المرض فأنت بالنسبة لهم منتهي الصلاحية فيلقوا بك في سلة مهملاتهم ليبحثوا عن خل آخر يؤنسهم أما إن أنت احتجت إليهم في مأزق فأنت إذن من المغضوب عليهم والضالين ويجب عليك أن تقول آمين و إن قلت غير ذلك  فأنت مخطيء وهم ليسو أنذالا ..بل أوفياء ....ولم يتخلوا عنك إنما هي مشاغل الحياة ولم يتركوك بل قلبهم معك....... فهم مخلصون مادمت لا تطلب شيئا ........... علمتني الأيام أن آخذ بقدر وأعطي بقدر حتى لا أندم على ماأعطيت لمن لا يستحق ولاأحزن على ما أخذت ممن ينتظر مني المقابل أو لأنه لم يعط أصلا إلا بعد أن حسب حساباته تماما ووجد أنه الرابح في العطاء ......علمتني أن أحتفظ بأسراري حتى إن ضاق بها صدري( فصدر الذي يستودع السر أضيق ) ....علمتني أن أكون أكثر رصانة وأن أقدم رجلا وأؤ خر أخرى ألف مرة قبل الأقدام على أمر .......... علمتني أن الله هو الحبيب الأوحد الذي يحب عبده الصالح ويغفر له زلاته ويتجاوز عن هفواته ولكن هيهات هيهات فالعبد لايزال يعبد الشيطان العدو الذي اتخذ على نفسه عهدا أمام الله أن يقعد لابن آدم على الصراط المستقيم وأن يأتيه من كل الجهات إلا من فوقه لأن الله فوقه........... علمتني الأيام ألا أطيع هذا العدو اللعين ولا أعدو خلفه مهما غواني وزين لي طريقه فمن سار خلفه وقع في الطين الذي لاينظف الإنسان نفسه منه إلا بصعوبة............. علمتني الأيام وصفعتني بقوة لأرى الواقع وأستيقظ من الأحلام والخيالات التي لن تذهب بي إلى بر الأمان ... علمتني أن الناس ضوء يبهر من نوره لكنه كالشمس يجب أن نستفيد ونستمتع بنورها عن بعد فما أن نقترب حتى تحرقنا بأشعتها ..........علمتني أخيرا أن السكوت أفضل من الكلام وصدق من قال:ما إن ندمت على سكوتي مرة فلقد ندمت على الكلام مراراًعلمتني وعلمتني ولا زلت طفلة في المرحلة الابتدائية بل في سنتي الأولى فيها ترى هل سأنجح أم لا ؟